Saturday, July 13, 2013

في القرآن

أصبحتُ أحب ساعات الإنتظار

-بقلم : علي اليسَّار ..


قال لي صديقي : أمس ضحكت زوجتي مني فقد كنت أقرأ في الصباح سورة آل عمران، وخرجتُ لعملي، وإذ بي قبل النوم أقرأ سورة هود ..

فقالت : ما بك ؟ أصبحتَ تتنقَل بين السور على غير عادتك في ختم القرآن !
هل لأنك تحب سورة هود أم أنك تقرأ وردك برموش عينيك ؟
قلت لها : سأحكي لكِ لاحقًا ، لكنها نامت ..

في الصباح كنَّا على موعد عائلي ، و لما كانت زوجتي تتآخر في "الجهوزية".. فقد لبستُ ثياب الخروج ، و أمرت الكبار بمساعدة الصغار و إنزال الشنط للسيارة ..

و سحبت كرسي و جلست بجوار باب الخروج ، و معي مصحفي ، فكانت تتوقع مني أن أرفع صوتي و أصيح بصوتي الجهوري لها -هيَّا .. تأخرتِ - لكنها كانت تسمع قراءة القرآن ، و عند آيات الرحمة كنت أرفع صوتي فهمت زوجتي و قالت : سبحان الله ربنا يهدي .. أين موشحات الحِفاظ على الموعد و ضرورة السرعة في "الجهوزية" ؟

ضحكتُ و قلت لها : يكفي23 عامًا من النصائح .

و كان لي موعد عند أحد الزبائن لكنه أبقاني في حجرة الجلوس نصف ساعة معتذرًا بأدب ، فتناولت مصحفي و أنهيت وردي .

خرجتُ في مشوارٍ إلى وسط البلد بزحامها و ضوضائها و أخذتُ ابني معي ليقود السيارة ، و تناولت مصحفي و لم أشعر بالزحام و لا الضوضاء و لا أي شيء بل السكون و الراحة و السلام يملأ حياتي ..
لكن الدموع نزلت من عيني ليست دموع الفرح و لا دموع تأثّري بالآيات الجليلة ، إنما هي دموع الندم ..
يا الله ! كم فرطنا من ساعاتٍ ، هل يُعقل أنني أختم القرآن في حوالي 5 أيام من ساعات الانتظار !
هذه الأوقات التي كانت كلها توتُر و تبرم و ضيق و انزعاج ..
فكم قصَّرتُ في حق نفسي ..؟

هل يُعقل أنني أصبحت أحبُّ ساعات الانتظار !!!

No comments:

Post a Comment